الحسین حلقة وصل بین المسیحیین والمسلمین

لقد استعرض البروفسور الأخصائي بالأدیان والدراسات العربیة والاسلامیة یان . أ . هانينغسون السویدي jan. a. henningsson 

ألجزءالأول من دیوان القرن الرابع من دائرة المعارف الحسینیة باللغة السویدیة ، وقد قمنا بترجمته الى العربیة .

   بعض التـقالید والرموز الإسلامیة تکون قریـبة لقلب المسیحیـین، مثلا من تلك الرموز سبط الرسول محـمّد (ص) الحسـین بن فاطمة "تلك المتألـقة" وابن ذلك المکافح الحکیم الخلیـفة علي .

   هذه مشاعرنا – نحن المسیحیین – تجاه الحسین أولاً والمأساة التي أدّت الى استـشهاده وظروفها ثانیاً .

   الشهادة لعبت دوراً مهماً في تاریخ المسیحیة ، وبالشهادة وقفت بوجه قوى الشر والطغیان وتحملت أعباء المتابعة ، لکي لا یخذل الحق والحقیقة حیث أن المطلوب من الشهادة أن یُشهر الإنسان ایمانه دون خوف ، ولو أدى ذلك الى هلاکه .

   نعترف نحن المسیحیون بأن في حیاة الحسین الألیمة سمات عدیدة نشاهدها في العبد المضحي لله والذی یشبه – النبي – داود، الذي نقرأ عنه في الزبور : "احمني تحت جناحك، ظللني في ظلك من أولئك الأشـرار الذین یریدون هلاکي من أعدائي الآدمیـین الذین یحیطونني". 

   الحسین لیس مظهر للسلطة السیاسیة والعسکریة، حیث انه في الوقت الذي لا یطالب بالسلطة فانه "لا یتـنازل عن المعارضة والمقاومة" من هنا فإن الحسین إمتلك بنهضته وشهادته قدرة عظیمة للغایة، للحوار بین المسیحیة والاسلام .

    بالفعل یمکن أن یصبح الحسین جسراً – حلقة وصل – بـین المسیحیـین والمسلمین الذین یؤمنون بأن المسیح الذي صُلب عاد حیاً بعد الموت .

   الحقیقة بین الناس، ولکن الحقیقة خالدة عند الله .

   اللغة التی یستعملها المسلمون عند ذِکر الإمام الحسین من خلال الشعر والحکایات والملاحم الحزینة یمکن أن نسمیها بلغة الحب ، بـینما یصعب على الذین رحلوا وماتوا کالأنبـیاء والخلفاء أن یعرفوا عن أنفسهم .

   بالحسین وأصحابه وأخوانه اقتربْـنا نحن نحو الحقیقة، نحن شخصیة حزینة .

   آه، یا لیتـنی أنا الذی لست مهما، لیتـني کنت سجیناً وأحللت مکانك .      

   سیدي أنا لست بشيء ، سأدافع عنك وإن قُطّعْـت .

   أنت ترى بأن الأعداء یمکرون بنا جمیعاً .

   أطلبُ منکم أن لا تـندبوا ولا تبتعدوا عنهم ، إن الأشرار منعوني من تحقیق أمنیاتي .

   آه یا لیتـني مُتُّ قبل هذا الیوم ، فالموت أرحَمَ من هذه الحیاة .

   إذا ما عشت سأکون حزیناً وانتحب على الذین استـشهـدوا ورفعت أرواحهم الى العلیّـین .

   بالرغم من أن الأرض والسماء بکتا علیه فان دموعنا على کثرتها قلیلة بحقِّه ، لیتـني مت قبل هذا .

   یوجد هناك بالطبع قصائد بخصوص هذه الطقوس الحزینة التي تـشرح عن حیاة الحسین وخاصة حول ذلك الیوم الحزین (عاشوراء).

   آه یا عاشوراء أنت الیوم الذی طال فیه بکائي وترکني وحدي في آلامي .

   هنا کربلاء الذي اشتـقت من الکرب والبلاء .

   یا حسین الیوم الذي ترکت سبیل السلطة فتحت علینا أبواب الفاجعة .

   کربلاء هذه قد جلبت لي الکرب والبلاء .

   فکم وجه لم تغرقها في الدموع بکل بهائها .

   هذه المأساة میّـزت بین الإسلام التـقلیدي النظري وبـین المسلمین الشیعة الذین یمثلهم الإمام الحسین من طرف ، والمسیحیـین من خلال دور المعذب بالخلود وموت عیسى ، ولکن عنصران أساسیان یـبـینان هذه التجربة.

الأول : الإحساس الانفعالي العاطفي المعتمد على الإیمان والتضحیة .

الثانی : التضامن ضمن الهدف المنشود ، وفي هذا ما یثبت عظمة کلاً منهما (الإمام الحسین وعیسى علیهما السلام) یعمـّقهما مظهر ثـقافي موحد والذي یعني إحیاء الدین في النفوس . في المقابل توجد أضرحة مقدسة للأولیاء والصالحین وإحیاء مراسم عزاء لهم کالشهداء .

   بغضّ النظر عن التـقالید ، فإن هناك مفاهیم مشترکة بـین الإسلام والمسیحیة من النظرة الشیعیة ، ولابد أن لا تکون التـقالید عائقاً في التـقارب بین المسیحیـین والمسلمین ، فهناك دائماً صلة قریـبة ومعاني متـقاربة لـفهم بعضنا البعض بتـناغم الإیمان للسیر في طریق الحق لمن یرید أن یسیر ، والطریق لیس شاقاً للذي یرید المشي نحو کربلاء . . . ویخطو بخطىً ثابتة نحو الإمام الحسین .

   یمکن لدائرة المعارف الحسینیة هذه أن تساعد على تحقیق حوار بـین المسلمین والمسیحیـین لأنهم یلتمسون التعالیم من الله .

 السوید - أوبسالا

یان . هانينغسون

--------------------------------------------------- 

ولد البروفیسور في السوید

عمل کاستاذ محاضر في قسم الدراسات العربیة والإسلامـیة بجامعة أوبسالا (Uppsala) بمدینة أوبسالا السویدیة. 

تولى الأمانة العامة باللجنة الفکریة في مجلس الکنائس السویدي. 

له عدد من المؤلفات الفکریة ، تحمل العناوین التي ترجمتها بالعربیة کالتالي: 

1- الاعتـقاد یقابل الاعتـقاد . 

2- نحو علاقة متبادلة لمعرفة الحکمة . 

3- المسیحیة والاسلام في حوار . 

4- العتبة الجدیدة (بالاشتراك مع الکاتب - دیوز براون).